البارقة الثالثة:
الناي صاحب الأنغام الحزينة
كأنه يقول: أني في حنين دائم للساق التي قُطعت عنها
أين كنتُ؟.. وأين صِرتُ؟…ما الذي يُفعل بي؟
أنا أتلوى من الحزن والناس يطربون ويلهون من سماع صوتي!!
وروحك أيها الإنسان أتدري أين كانت؟ وأين أصبحت؟
الروح حزينة للفراق تتوق للعودة إلى ساقها الأصلي
وأنت و رغباتك التي ليس لها نهاية, أريد , أريد , أريد…..
للناي رأسان رأس ينفخ به, ورأس تصدر عنه الألحان الحزينة
وكذلك روحك جهة إلى أصلها وأخرى إلى عالم الطبيعة
الناي يعزف بالهواء والضغط
والناي الإنساني بنار المحبة والعشق الإلهي يعزف ألحانه الحزينة
ولكن ما العمل؟ لا شئ سوى العزف
فهو الداء وهو الدواء
ارحم من رأس ماله الدعاء وسلاحه البكاء
فتبصر نفسك عسى أن تعود إلى أصلك
وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ [الذاريات : 21]
ومن عرف نفسه فقد عرف ربه
بقلم السید عدنان الحريري – سوريا