لطالما كان هدفي أن أكون المرأة المثالية في عينها… حتى أصبح حلم يراودني.. فشغل ذهني وشغف قلبي، أخذت أقرأ في الكتب والجرائد وأبحث عن ما يمكنه أن يهديني لأحقق حلمي.. ويثبّت خطاي في مسيري..
لأنها كانت كل حياتي.. عقدت عليها كل أمنياتي.. كانت مرآة تعكس طفولتي.. بسمتها تنير دربي.. تضيء لي قناديل الفرح والبهجة.. تنسيني هموم حياتي.. إنها أجمل ما يكون في حياتي.. نعم إنها أجمل شيء.. إنها ابنتي..
طفلتي الصغيرة المرحة.. فحلمي أن أربيها وأعلمها لتكون زهرة يفوح منها عبير الوعي والإيمان….
لكن كثيراً ما اعترتني المخاوف وهزتني الهواجس.. إنها رحمة إلهية منحني إياها ربي.. فلا أريد أن أسيء لها أبداً…
والذي يشدّني للتفكير دائماً: ياترى كيف أنا في عين ابنتي الصغيرة؟.. كيف تراني؟.. وكيف هي صورتي في مخيلتها؟.. هل ترسمني بصورة الأم الجميلة الحنون؟.. أم بصورة مجهولة لا تكاد تعرف ملامحها؟…
ولكي أتحقق من ذلك عمدت إلى طريقة بسيطة علني ألمس ما تكنّه لي حبيبتي الرقيقة.. فطلبت منها أن تتقمص شخصية الأم وأنا بدوري سوف أكون طفلتها الصغيرة.. فإن تعاملها معي سوف يعكس مفهوم الأم بداخلها وسوف تترجم كل ما تشعره اتجاهي.. وتتبع طريقة تعاملي معها.. فإن كانت فظة وغليظة مع طفلتها فإن هذا مؤشر على أن هذه الصفات هي التي تتصف بها والدتها… وفجأة تحولت الطفلة الصغيرة البريئة إلى أم صغيرة حنون فأجادت كل فنون الأمومة معي مما شدّني لفطنتها وذكائها وحسن اتقانها الدور فقضينا أوقاتاً ممتعة.. مرّت الدقائق والساعات ونحن نلهو ونكتشف معاً السلبيات والإيجابيات…
كانت تجربة رائعة.. تعرفت من خلالها على ملامحي في عين طفلتي….
دعاء الحلي – العراق