البارقة الرابعة
إذا توجَّهت إلى الشمس فسيكون ظلك خلفك وإذا أعطيت ظهرك لها فسيكون ظلك أمامك أليس كذلك؟!! والآن إذا توجهت إلى الله وأقبلت عليه بكل قلبك فإن الدنيا المذمومة ورغباتك النفسانية(ظلك) تريد اللحاق بك وإغراءك بشهواتها, … تناديك أيها الإنسان تعال يا حبيبي لكي أحضنك, لماذا تهرب؟ ولكن هيهات أن يلحق الظل بالشخص عندها تكون مصداق حديث الأمير عليه السلام: طلقتك ثلاثاً لا رجعة فيها ويقال لك طوبى وحسن مآب…. وأما إذا أعطيت ظهرك للحق سبحانه, وأقبلت بقلبك على الدنيا(الظل) جرياً وراء لذاتك ونفسك الأمَّارة, تقول لها: انتظري لماذا تسرعين في الجري, أريد أن أحتضنك و…. ولكن هيهات أن يلحق الشخص بظله عندها تكون مصداق الآية الكريمة:” وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ [النور : 39]” ويقال لك : اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ [المؤمنون : 108]. والآن أيها تختار الظل أم النور؟!! سؤال صعب وسهل أليس كذلك؟ ولا حل وسط بينهما يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ تأمل المثال جيداً تعرف لطافته.
بقلم السيد عدنان الحريري – سوريا