الغذاء الشافي
يجمع الأطباء وغيرهم بأن التفاح يأتي في مقدمة الفواكه المغذية والشافية في آن واحد حتى قيل في الأمثال: إن تفاحة واحدة يتناولها المرء على الريق لا تدع للطبيب طريقاً إليه..
التفاح غذاء لذيذ..
إن اللذة التي تقدمها التفاحة للإنسان كثيرة, حيث لذة النظر ولذة اللمس ولذة الذوق. بالرغم أن التفاحة ليس مجرد لذة للإنسان, بل إن سكرها وفيتاميناتها والماء الذي تحتوي عليه كل ذلك يجعل منها عذاءاً مختاراً, لكنه يفتقد إلى البروتيد والليبيد (أشباه الزلاليات والشحوم).
ويتميز عصير التفاح باحتوائه على 10% منها 9% سكراً بسيطاً يوجد بشكل (سكر العنب) غليكور, وسكر الفواكه وهذان العنصران أبسط أنواع السكر وهكذا إن الجسم لا يحتاج إلى جهد هضمي ضئيل جداً لامتصاص أشباه السكاكر ولا ننسى أن العضلات تستهلك الكلكوز دون سواه ولذا كانت التفاحة أو عصيرها غذاء يبحث النشاط ويساعد على العمل العضلي.
التفاح دواء..
التفاحة تساعد على الهضم بكثرة اللعاب الذي تحرض إفرازه, فإنها إن مضغت جيداً سوف تقاوم الغازات والإمساك بفصل الكميات الكبيرة من البكتين التي تحتوي عليها, أما أملاح البوتاس فهي تقاوم تكوّن حمض البول. وفي مثل هذه الحالة يصفون مغلي التفاح الذي يحضر بتفاحتين أو ثلاث بعد تقطيعها قطعاً مستديرة دون تقشيرها ويجب أن يدوم الغليان لمدة 15 دقيقة.
ولا يقشر التفاح لفوائده العلاجية, فهو مقاوم للنقرس والرماتيزم المزمن والحصيات الكلوية والمرارية, وللتفاح فوائد للصدر, فهو يهدئ السعال ويسهل إفراز البلغم ويقلل من آلام الحمى.
وعصير التفاح كعصير العنب له فوائد جمة في صيانة الأوعية, والتفاح يسهل التقلصات المعوية بفصل البكتين وهو من بين الفواكه أكثرها احتواءً لمادة البكتين مادة قوية ذات فهعالية قوية وأحياناً حاسمة على الإسهال.
كما إن التفاح مضاد للعطش, حيث إن القيمة الغذائية للتفاح ليست فقط في صفات سكره وغناه بالفيتامينات المذابة إنما هي في مائه أيضاً, فكل تفاحة حسنة النضج تحتوي على 84_85 من وزنها ماء, الأمرالذي يجعل التفاح من أفضل مزيلات العطش.
هذا لو عرفنا أن حاجة الجسم للارتواء لا يعبر عنها بالعطش الذي يشعر به المخلوق الحي بل في الفضلات والبقايا التي يطردها الماء بواسطة الكليتين والمعدة والجلد. وهذه الحاجة إلى الارتواء تبرز في عطش الخلايا الذي يهدف إلى إضعاف تركيز محتويات الخلايا.
وإذا كانت حاجة الجسم إلى الارتواء يمكن أن تنقضي بتناول ماء الأنهر أو ماء الينابيع فالأمر على خلاف ذلك بالنسبة إلى عطش الخلايا ذلك أن التبادل الخلوي يتطلب ماءً آخر داخلي من الأصل وعلى مستوى تنفسي أكثر مما هو غذائي ماء كررته الحياة مرة من قبل, ماء هو غذاء أكثر منه شراباً نوع من المصل الخلوي أو العصارة البروتوبلازمية.
إن هذا الماء هو بالضبط ما تقدمه التفاحة بسخاء كبير لنفعغليل خلايانا وليحمل إلى جسمنا صحة نفسية_جسدية.
ولا ضير أن نذكر وصفة للعلاج بالتفاح من إسهالات الأطفال: يقشر التفاح ثم يبشر حتى يغدو نثرات صغيرة ذات لون أسمر مائل إلى الحمرة ثم تطبخ مع الماء المحلى بالسكر وتعطى للطفل المصاب بالإسهال دون أن يعطى أي طعام آخر.
المصدر: كتاب الغذاء لا الدواء, للدكتور صبري القباني
أم كوثر – افغانستان