کیف نرتبط بولي أمرنا القائد المنتظر وهو خلف ستار الغيب؟ هذا سؤال سوف نسعى للإجابة عنه خلال هذه الأسطر.
يتمّ الارتباط بإمام العصر من خلال:
ربط قلوبنا به.
التعاطف مع قضيته.
استشعار وجوده, وحياته.
الدعاء له بالفرج, والأمان والقرار والنصر العاجل.
الحديث معه, والشكوى إليه, كما لو كان أمامنا حاضراً.
ومضامين هذا الارتباط كثيرة, لذا سأنقل لكم بعض الصور الحيّة من هذا الارتباط والتي نجدها في طيات الأدعية والمناجاة والزيارات التي قد وصفها لنا أهل البيت ليعرفونا بطريقة التعامل مع إمامنا المنتظر”عج” :
- تجديد البيعةوهذه البيعة في الواقع تقفي باختصار أنك ما زلت على درب الحق مصمماً على المضيّ فيه, لا تميل عنه أبداً.
- كم جاء في دعاء العهد: اللهم إني أجدد له في صبيحة يومي وما عشت من أيامي عهداً, وعقداً, وبيعةً له في عنقي لا أحول عنها ولا أزول أبداً.
- الرغبة في دولة الإسلاموهذا أمر مهم للغاية, حيث إن هدف الأنبياء”ع” وأمل الأولياء على مرّ التاريخ هو إقامة حكومة الله في الأرض, وخاصة حكومة منقذ البشرية من الضلال.
- اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعزّ بها الإسلام وأهله وتذلّ بها النفاق وأهله
- الدعوة إلى نصرتهفإنه وإن كان دعاء لكنه يعلمنا كثيرً من مواصفات الإنسان الرسالي.
- اللهم.. واجعلني من أنصاره وأشياعه والذابين عنه، واجعلني من المستشهدين بين يديه، طائعاً غير مكره، في الصف الذي نعتّ أهله في كتابك، فقلت: {صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ}[1].
- علاقة مودةهذه المناجاة المملوءة بالحب والمودة والحنان.. هذه المناجاة التي هي أشبه بالشعر, وليست بشعر.. هذه المناجاة التي تزرع في النفس أعمق معاني الودّ والإخلاص.. يا ترى هل تفاعلنا معها, لنشعر كم تحدث فينا من انقلاب في قلوبنا وأرواحنا تجه ذلك القائد المغيّب؟!!إنها قيادتك التي تنتظر يومها السعيد.. إنها معقد آمالك.. إنها تمكّن لك الحب والاحترام والتقدير..نعم.. المناجاة هذه المرة تعطيك شحنة عاطفة وحب.. ترضي خاطرك وتهدّئ من اللوعة..
- فما أحلى هذه المناجاة!!
- إنها تعيش همّك ومأساتك.. إنها تحمل إليك معنى الأبوة.. لكنها مضطرة إلى الاحتجاب عنك.. وهي تشكو من لوعة هذا الاحتجاب عنك.. تنتظر ساعة لقائها مع قواعدها وأنصارها ومحبيها تحت لواء النصر..
- إن علاقتك بقائدك المغيّب ليست فقط علاقة هدف ومبدأ وقيادة, وإنما لابدّ أن تعش في نفسك الحب العميق لهذه القيادة حتى تحنّ إليها كما تحنّ إلى أغلى شيء في حياتك..
- أيها القائد المنتظر.. هلْ إِلَيْكَ يَابْنَ أَحْمَدَ سَبِيلٌ فَتُلْقى هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَةَ فَنَرْوى مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى مَتى نُغادِيكَ وَنُراوِحُكَ فَنُقِرُّ عَيْناً مَتى تَرانا وَنَراكَ وَقَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ ترى..
- الدعوة إلى الحقولنستمع إلى قول نبينا”ص” وهو يتحدث عن مستقبل الأمة في عصر الانحراف: وأخيراً.. فلننفض عنّا غبار الكسل والخمول.. ولنصبّر أنفسنا أمام الذين يثبطون الناس عن العمل..
- فإن من ورائكم أيام الصبر . الصبر فيهن على مثل قبض على الجمر. للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون بمثل عمله[3]. والعمل والدعوة إلى الحق على أنماط وأشكال, لكن كيف كان فإن علينا أن نوطّن أنفسنا إلى مضاعفات العمل, حيث لا يمكن أن نجد عملاً في هذه الدنيا من غير مضاعفات..
- إن مسؤوليتنا هي الدعوة إلى الحق, وعصر الغيبة في هذا لا يختلف عما تقدّمه من عصور, فالمسلم أينما كان أو متى كان, فإن عليه العمل أولاً وأخيراً, والعمل في الإسلام ليس كمالاً فحسب بل هو ضرورة, حيث أن التديّن هو العمل للحق ومن أجل الحق, التدين هو أن تعمل على مستوى ذاتك, وعلى مستوى الآخرين {وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُون}[2] ..
بقلم نداء الأحمد- الحجاز
[2] . سورة التوبة: الآية 105 .
[3] . سنن ابن ماجة, القزويني, ج2, 133.