رائدات الهدى rhuda.com
مقالات مشابهة
في قديم الزمان عاش في إحدى القرى اليابانية صياد اسمه (تارو) وکان تارو ينصب الأفخاخ للبط البري مع بقية الصيادين قرب بركة كبيرة يهبط البط البري المهاجر قربها للراحة.
وذات يوم فكر تارو في نفسه قائلا ً:أريد الحصول على عدد أكبر من البط …لكن كيف؟! وراح تارو يفكر ويفكر حتى قال وهو يضحك:لقد وجدت فكرة جيدة وطلب تارو من زوجته أن تطبخ الرز والسمك بكمية كبيرة, فاستغربت الزوجة؛ وعندما سألته عن السبب صاح بها قائلا: لقد قررت أن أصبح كريما فهل يضرك هذا؟!! لكن زوجته أحست أن زوجها يعد لشيء ما فهي تعرف أن زوجها رجل طماع.
وفي الصباح خرج (تارو) وهو يحمل قدر الرز والسمك وصاح قرب شباك جاره (لي): هيا يا جاري العزيز…لنذهب للبركة ..أسرع لقد تأخرنا, فتح (لي) الشباك وهو يتثاءب وقال:ما الأمر يا تارو أراك نشيطاً وفرحاً هذا اليوم؟! فردّ تارو: ما هذا يا (لي) أسرع …أسرع سوف يذهب البقية قبلنا وينصبون أفخاخهم في الأماكن القريبة والمناسبة…
ثم إني طلبت من زوجتي تطبخ لنا الرز والسمك, دفع قول تارو هذا جاره للتهيؤ بسرعة والخروج من كوخه، وسار تارو وجاره وسرعان ما التحقوا ببقية الصيادين ووصلوا إلى البركة ونصبوا أفخاخهم وأخفوها بين الحشائش وابتعدوا عن البركة قليلاً وجلسوا ينتظرون البط وطال بهم الانتظار وكانوا بين الحين والآخر ينظرون للسماء لكنهم لم يروا حتى بطة واحدة فشعروا بالملل فقال لهم تارو: ما رأيكم يا أصدقائي بأن نتناول غدائنا اليوم عند سفح الجبل؟ فردّ “لي”: والأفخاخ من سيتفقدها فأجاب تارو بسرعة…أنا مستعد للعودة وتفقدها فقال (لي): أخشى أن تتعب فلا تعود قادرا ً على العودة. وأيده بقية الصيادين: أجل يا تارو …لا نظنك تستطيع أن تفي بوعدك, نحن نحبذ البقاء قرب الأفخاخ فلا يصح أن نبتعد عنها, فردّ تارو: اطمئنوا يا أصدقائي أعدكم جميعاً بأني سأفي بوعدي… اليوم فرصة لنا فالجو صاف ومعتدل وسوف يأتي الشتاء, وإن قضينا اليوم مرحلة سعيدة فسوف تكون لنا ذكرى… ثم إن زوجتي طبخت لنا الرز والسمك.. هيا يا أصحاب لا تخيبوا ظني…أرجوكم هيا.
