واضح لدى جميع المسلمين, أن الصلاة فريضة واجبة, لها هيئة خاصة وطريقة معينة لا تختلف بين الرجل والمرأة ظاهراً.
والمقصود من الصلاة هنا هي الفرائض اليومية من صلاة الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء, دون الصلوات الواجبة الأخرى كالجمعة والآيات والطواف والعيدين و.. وإن كان الكلام لايختلف كثيراً في الجميع, لكننا أردنا هنا تسليط الضوء على الفروقات بين المرأة والرجل في الفرائض اليومية بالذات.
نعم إذا دقّقنا في الرسائل العملية لمراجعنا الأعلام في الاختلاف بين صلاة كل منهما, لوجدنا أن واجبات الصلاة تكاد أن تكون متساوية بين صلاتي الرجل والمرأة, إلاّ القليل, كما في:
- مسألة وجوب الستر, فيجب على الرجل أثناء الصلاة ستر العورة, أما المرأة فيجب عليها أثناء الصلاة ستر جميع البدن باستثناء الوجه والكفين والقدمين.
- لا جهر على المرأة, بل تتخيّر بينه وبين الإخفات في الصلوات الجهرية ( الصبح والمغرب والعشاء ) ويجب عليها الإخفات في الصلوات الإخفاتية ( الظهر والعصر ) .
- يحرم لبس الذهب والحرير للرجال في الصلاة, بل لا يجوز لبسه لهم في غير الصلاة أيضاً.
- لا تتقدم المرأة على الرجل أو تحاذيه في صلاتهما[1], إلاّ مع وجود الحائل أو البعد عشرة أذرع بذراع اليد على الأحوط.
هذا من جانب الواجبات أما إذا أمعنّا النظر في المستحبات والمكروهات, لوجدنا أيضاً أن هناك بعض الاختلافات بين صلاتي الرجل والمرأة, وهي :
- يكره للنساء الصلاة في ثوب واحد, وإن لم يكن رقيقاً, والمقصود أن لا ترتدي المرأة على بدنها إلاّ شيئاً واحداً كثوب أو خمار أو أي شيء آخر بحيث لا ترتدي عليه ثان فهو مكروه, أما إذا ارتدت ثوباً واحداً وعليه خماراً أو عباءة فلا كراهة حينها.
- يكره التحزّم للرجال, وهو لبس الحزام.
- يكره النقاب للمرأة إذا لم يمنع من القراءة وإلاّ أبطل الصلاة, والنقاب هو ما يغطي الوجه دون العينين, والذي ترتديه بعض نساء زماننا في الجزيرة العربية, فهو مكروه أثناء الصلاة, أما إذا كان مُخلاً في التلفظ والقراءة فهو مبطل للصلاة ويجب رفعه.
- يكره اللثام للرجل إذا لم يمنع من القراءة , وإلاّ كان مبطلاً.
- يكره للنساء لبس الخلخال الذي له صوت.
- يكره للرجل والمرأة على حدّ سواء الثوب الضيق الملاصق بالجلد, كما هو الرائج في أيامنا هذه, من لبس الثياب الضيقة, والكراهة تشمل ماكان ملاصقا للبدن وفوقه ثوباً آخراً فضفاضاً أو ما كان ظاهراً يراه الناظر.
- يستحب للمرأة ستر القدمين.
- يستحب للمرأة أن تلبس قلادتها, لا بمعنى أن تظهرها وإنّما يكون تحت الساتر.
- يستحب للمرأة عدم الزيادة في الانحناء أثناء الركوع, والركوع هو الانحناء بقدر ما تصل أطراف الأصابع إلى الركبتين, والأحوط وصل الراحة ( باطن الكف ) إلى الركبتين, فلا يكفي الانحناء القليل, هذا في الرجل, وكذا الحال في المرأة على الأحوط. وذكر بعض العلماء أنه يكفي في ركوع المرأة الانحناء بمقدار يمكن معه إيصال يدها إلى فخذيها فوق ركبتيها, بل قيل باستحباب ذلك, فالأولى لها عدم الزيادة في الانحناء لئلا ترتفع عجيزتها, بمعنى يستحب أن يكون انحناء المرأة في الركوع أقل من انحناء الرجل.
- يستحب للرجل أن يجنح بمرفقيه في الركوع, بمعنى ابتعاد المرفقين عن البدن إلى الجانبين, ويستحب أن تضع المرأة كفيها على فخذيها فوق ركبتيها, غير رادة ركبتيها إلى وراءها.
- يستحب للمرأة وضع اليدين بعد الركبتين على الأرض عند الهوي إلى السجود, وعدم تجافيها, أي عدم ابتعادها عن الأرض, بل تفرش ذراعيها وتلصق بطنها بالأرض وتضم أعضاءها ولا ترفع عجيزتها حال النهوض للقيام, بل تنهض معتدلة بحيث يكون ظهرها عمودياً قدر الإمكان عند النهوض.
- يستحب للمرأة أثناء الصلاة التزيّن بالحلي والخضاب وهو الصبغ, والجمع بين قدميها حال القيام, وابتداء السجود بالقعود, والتضميم حاله, بمعنى أن تضمّ بدنها إلى نفسها وأن تخفي مفاتنها ولا تبرزها, ويستحب التربّع لها في الجلوس مطلقاً.
- يستحب للمرأة في التشهّد أن تضمّ فخذيها إلى نفسها وترفع ركبتيها عن الأرض.
نعم, عندما نلاحظ هذه الأمور من واجبات ومستحبات أو مكروهات واردة في الرسائل العملية نجد أن جميعها تدعو المرأة إلى أن تكون في حالة من الاستتار و التعفف دائماً, وأن لا تبرز جمالها ومفاتنها … وأما استحباب لبس الحلي والقلادة ووضع الخضاب, فيدلّ على مدى اهتمام الاسلام بضرورة تزيّن المرأة بشكل دائمي, بحيث تكون في الصلاة متزينة أيضاً, ومن المعلوم أن المرأة إذا كانت اثناء الصلاة في معرض الرجال الأجانب فعليها أن تلتزم بستر آخر! بأن تراعي الستر والحجاب المفروض أمام الرجال الأجانب وغير المحارم[2], إضافة إلى الستر الواجب في الصلاة.
المصادر :
العروة الوثقى, السيد كاظم اليزدي .
منهاج الصالحين, السيد الخوئي .
تحرير الوسيلة, الإمام الخميني .
[1] هذه المسألة خلافية فلدی بعض الفقهاء کراهة تقدّم المرأة ومحاذاتها للرجل في الفريضة و المسألة مختلفة، فرادی وجماعة وفي المسجد الحرام وغيرها.
[2] والستر الذي يكون أمام الأجانب وغير المحارم مانسميه في يومنا هذا (الحجاب) , هو أن تستر المرأة جميع البدن عدا الوجه والكفين , فعليها ستر قدميها , وأن لا تستعمل أي نوع من أنواع الزينة الظاهرة في وجهها وكفيها , بل عليها أن تستر زينتها كاملة .