رائدات الهدى rhuda.com
مقالات مشابهة
بعد إتمام 4 سنوات على اندلاع الثورة التونسية المباركة, نود أن نتطرق لتاريخ المرأة التونسية ودورها في هذه الثورة.
إن للمرأة التونسية تاريخاً حضارياً عريقاً, مليئاً بالأحداث والمخاطر على مر العصور, حيث عايشت أحداث مختلفة منها الاستعمار الفرنسي وعهد الاستقلال وعهد النظام البائد وأخيراً الثورة التي أوقدت شعلة الصحوة مرة أخرى وصارت قدوة لباقي الشعوب. هذه الاحداث وغيرها صنعت من المرأة التونسية شخصية صلبة أمام الصعاب, تقف جنبا إلى جنب الرجال في كل الميادين مهما بلغت التضحيات مع الاحتفاظ بوظيفتها الأساسية ألا وهي الأم الحنون التي تواكب تطور الأجيال.
أما بالنسبة للمجال التعليمي, فبفضل إرادتها واستقامتها استطاعت الدخول في كافة مجالات المجتمع سواء الدراسة أو العمل أو المطالبة بإحقاق حقها وبذلك استطاعت أن تثبت وجودها في المجتمع بصورة ملحوظة.
أما دورها السياسي, فالمرأة التونسية من النساء العربيات الأوائل التي دخلت البرلمان ونالت مناصب في الدولة, ولاننسى المرأة الريفية التي مازالت تشاطر الرجل في الكد والسعي بل و تسبقه في بعض الأحيان؛ وهي امرأة متعلمة تحصل في الغالب على الشهادات العليا, فالتعليم في تونس ليس حكرا على أحد, فكل فتاة تستطيع إكمال دراستها والحصول على شهادتها؛ غير أنها تعاني من مسألة البطالة التي نأمل من الحكومة الجديدة أن توفر الفرص لعمل الشباب واكتشاف مواهبهم وطاقاتهم.
وأخيراً, فقد جسدت المرأة التونسية عنوان المرأة الحاضرة في ميادين الجهاد, فكانت عنصرا فاعلا في المظاهرات والاحتجاجات, تشجع الرجال على متابعة الثورة والمطالبة بإسقاط الحكومة مما صار من العوامل المؤثرة في إنجاح الثورة التونسية وطرد الحاكم المستبد الذي جثى على صدر تونس سنيناً طوال.
وأما طموحنا لمستقبل المرأة التونسية, فهو أن تبقى في المجال السياسي عنصرًا فاعلا وواعيًا يتحدى الصعوبات والأخطار والأحقاد التي تلتف بالثورة وتحاول إفشالها أو إبعادها عن المسار الصحيح, والسعي لإيصال البلاد للاكتفاء الذاتي في الاقتصاد بما أنها المسيّر الاقتصادي للعائلة, فإن الثورة تنجح وتعطي ثمارها عندما نتوقف عن مد يدنا إلى الآخرين ولانحتاج إليهم.
وآخر المطاف, ندعوها أن تكون القدوة للنساء العربيات والمسلمات في التزامها بمبادئها العقائدية والأخلاقية, وتربيتها لأجيال صالحة ترفع بتونس إلى الأعالي لتعيش تونس الخضراء حرة أبية.
زهراء نور
تونس
