هم قوم اتخذوا من إبليس (لعنه الله) معبوداً، ونصبـوه إلهاً يتقربون إليه بأنواع التقرب، واخترعوا لهم طقوساً وترَّهات, سموها عبادات يخطبون بها وُدَّه، ويطلبون رضاه.
ويرجع أصل فكرة عبدة الشيطان إلى طبيب نفسي أمريكي اسمه (ألستر كراولي) وصديقه اليهودي انطوان تليدر ليفي, والذي قام بتأسيس معبد للشيطان في سان فرانسيسكو 1996 وظل يدعو إلى عبادة الشيطان حيث خرجت دعواته إلى أوروبا واستراليا.
وكانت الحكومة الألمانية تترك أعضاء الجماعة يمارسون طقوسهم بكل حرية, حتى لا تتهم باضطهاد الحريات, حتى فوجئت بوجود ضحايا كثيرين للطقوس, حيث يقوم عبدة الشيطان بقتل الأطفال ليشربوا دماءهم ويلطخون بها أجسادهم ووجوههم.. ويرتكبون جرائم كثيرة تحت تأثير المخدرات..
وفي العام 1996 بدأت من جديد ظهور عبادة الشيطان في العالم، ودون “إنجيل الشيطان” في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية، وأسس مؤلف الكتاب أول معبد لعبادة الشيطان، ووضع نفسه في منصب الكاهن لهذه الديانة.
وتأسست معابد أخرى من هذا القبيل في عدة بلدان, حملت اسم كنائس الشيطان؛ لتتمتع بالإعفاء الضريبي المقرر للكنائس, واعترفت بها عدة ولايات أمريكية مثل: سان فرانسيسكو وشيكاغو، كما اعترفت بها بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وجنوب أفريقيا…
وكشفت إحدى الناجيات من طقوس عبادة الشيطان عبر كتاب يُسمى “ميشيل تتذكر” عام 1980م بشكل تفصيلي ما تعرضت له من تعذيب وحشي بدني وجنسي، ووصفت مسئولي هذا الاتجاه (الكهنة) بأنهم أبالسة يشعرون أن الألم الذي يتعرض له ضحاياهم يزيد من قدراتهم الخاصة على ممارسة طقوسهم وسحرهم الأسود، وأضافت أنهم كانوا يقومون بعمليات تضحية بشرية وأكل لحومها، وبعد هذا الكتاب نظرت المحاكم الأمريكية العديد من القضايا ضد القائمين على المعابد الشيطانية ممن تعرضوا لحالات تعذيب مماثلة لما في الكتاب. ولكن التحريات التي قامت بها مؤسسة >دنكان< للمعلومات زعمت أن هذه الادعاءات كاذبة، وأنها نسجت -أي ميشيل- الأمر من دراسات في الديانات الأفريقية، وحاولت تبرئة هذه المعابد من هذه الطقوس.
طقوس عبدة الشيطان التعبدية
أصبحت عبادة الشيطان عند عابدي الشيطان ديناً يلتزمون به، له شعائره وأعياده، وله أفكاره ومعتقداته، بل ولأتباعه لباسهم وشعاراتهم التي يلتزمون بها ويحافظون عليها. ونذكر بعض شعائر هؤلاء التي ذكرها الباحثون، ومنها:
أعياد عبدة الشيطان
تكثر الأعياد عند عبدة الشيطان، فعندهم 22 عيدا، تتميز جميعها بالجنس وممارسة القبائح وسفك الدماء البشرية وغير البشرية، فمن أعيادهم عيد القديس وينبلد (طقوس الدماء)، وعيد عربدة الشيطان (طقوس جنسية)، وعيد الفسق الأعظم (طقوس الدماء)، وعيد الانقلاب الشمسي (طقوس جنسية) وغيرها، وأعظم أعيادهم هو عيد الهلوين وهو أفضل أيام السنة عندهم، لأنه يوم تطلق فيه أرواح الموتى حسب زعمهم، وهو اعتقاد مأخوذ من المعتقدات الوثنية.
تحرص هذه الجماعة على تسمية كثير من طقوسهم وما يتعلق بها بأسماء نصرانية ، فهناك كنيسة الشيطان ، والإنجيل الأسود، والمذبح، والصليب، والقداس هذا في إطار الأسماء، أما في إطار الطقوس فثمة تشابه ما بين الشعائر النصرانية وطقوس عبدة الشيطان، مثال ذلك التعميد (صب الماء على الرأس والجسد) حيث يتم التعميد عند النصارى بالماء في حين يتم التعميد عند عبدة الشيطان بالقاذورات من بول ودم وغائط، وكذلك الصلاة حيث تتم الصلاة عند عبدة الشيطان بتلاوة فقرات من كتاب الشيطان مصحوبة بالموسيقى، وهو نظير الصلاة عند النصارى حيث تتم بتلاوة فقرات من الإنجيل مصحوبة بالموسيقى، ويعزي البعض هذا التشابه كنوع من الانتقام من النصرانية التي عاقبت السحرة وعبدة الأوثان وأذاقتهم ما يستحقونه من عقاب وتنكيل.
ويبدأ القداس الأسود الاعتيادي بالذهاب إلى غرفة مظلمة جللت بالسواد وأنارت بعض جوانبها شموع سوداء، وبها مدفأة تعلوها نجمة خماسية وبالقرب منها يوجد المذبح وهو مغطى بقماش أسود، تستلقي عليه فتاة عذراء عارية يعلوها صليب مقلوب، وهي تعد رمزا للرغبات الجنسية.
ويتقدم الكاهن الشيطاني أمام المذبح مرتديا معطفا أسود، مع قلنسوة يغطي بها رأسه، وبها قرنان صغيران، فيبدأ بتلاوة الصلوات بلغة لاتينية أو إنجليزية مقلوبة، يصاحبها عزف على آلة الأرغن (آلة تشبه البيانو).
وصف للقداس الأسود
يقام القداس الأسود في منتصف الليل بين أطلال كنيسة خربة، برئاسة كاهن مرتد، ومساعداته من البغايا، ويتم تدنيس القربان ببراز الآدميين. ويرتدي الكاهن رداءً كهنوتيًا مشقوقًا عند ثلاث نقاط، ويبدأ بحرق شموع سوداء، ولا بد من استخدام الماء المقدس لغمس المعمدين من الأطفال غير الشرعيين حديثي الولادة.
ويتم تزيين الهيكل بطائر البوم والخفافيش والضفادع والمخلوقات ذات الفأل السيء، ويقوم الكاهن بالوقوف مادًّا قدمه اليسرى إلى الأمام، ويتلو القداس الروماني الكاثوليكي معكوسًا. وبعده مباشرة ينغمس الحاضرون في ممارسة كل أنواع العربدة الممكنة، وكافة أشكال الانحراف اللاأخلاقي أمام الهيكل.
القرابين البشرية
يؤمن عباد الشيطان بأن الكائن الحي مستودع للطاقة، ولا تتحرر هذه الطاقة إلا حين يذبح، ولا بد أن يكون الذبح داخل دائرة حتى تتركز القوة الخارجة منه في مكان واحد، وللحصول على أكبر طاقة ممكنة يشترط في الضحية – سواء أكانت ذكرا أم أنثى – أن تكون صغيرة السن، صحيحة البدن وبكراً، وعلى الساحر أن يكون واثقا من أنه يستطيع التحكم في هذه الطاقة الكبيرة التي تكون مندفعة من الضحية بقوة جبارة وقت الذبح فلا يجعلها تفلت منه وإلا دفع حياته ثمناً لذلك، ويشترط عبدة الشيطان تعذيب الضحية قبل ذبحها، والغرض من التعذيب إيصال الضحية إلى قمة الألم، لاعتقادهم أن الانفعال الشديد الناتج عن الآلام المبرحة يجعل الطاقة الخارجة لحظة وقوع الموت سهلة الاصطياد وبالتالي يسهل التحكم بها.
معتقدات «عبدة الشيطان»
ترتكز معتقدات عبدة الشيطان على استحضار الأرواح الشريرة وممارسة الشعوذة وعبادة الشيطان والقيام بطقوس غريبة وشريرة.
ومن عقائدهم أنهم يحتقرون الدين الإسلامي والنصراني واليهودي على حدٍ سواء ولا يعترفون بجميع الأديان ويهزءون بالكتب المقدسة والقرآن الكريم والإنجيل والتوراة.
كما يحتقرون جميع المبادئ الداعية إلى القيم والأخلاق الحميدة، ويبحثون عن السبل الكفيلة لإرضاء النزوات الشريرة التي تنهى الأديان عنها ويمارسونها.
كما يقدسون الشيطان عن طريق الأغاني الهستيرية والتي تسمى بموسيقى ( البلاك ميتل، والهيفي ميتل، والديث ميتل) حيث يحتوي كلام هذه الأغاني على شتم الإله ومناجاة الشيطان.
كما تمجد هذه الفرقة السحر، وتستخدم المخدرات بصورة كبيرة.
ولهم أيضا علماء نفس, وشعراء وملحنون يضعون الموسيقى والكلمات ويشجعون على سماعها وذلك لكي يتقبلها العقل الباطن.
وأخيرا, فإن مضار هذه الفرقة, هو نسف القيم والمقاييس وإزالة العوائق والضغوطات العائلية والدينية والسياسية والاقتصادية, هذا من الناحية الاجتماعية,وأما من الناحية الجسدية, فإن لهذه الموسيقى تأثير على حاسة السمع والبصر وعلى العمود الفقري، وقد تصيب القلب بالخفقان الزائد فتؤثر على عملية التنفس وتسبب إفرازات هرمونية مكثفة مما يؤدي إلى انقباض في الحنجرة.
أما من الناحية النفسية, فإلى جانب العصبية، والغضب، والعنف، وعدم التركيز والوصول إلى حالة من الهستيريا والهلوسة والانبهار النفسي فإن موسيقى ” الهارد روك ” وبالذات موسيقى ” البلاك ميتل ” تنشئ في نفس المستمع ميلاً نحو الانتحار، وتشويه الذات، وتدمير النفس، والحرص على التدمير والتخريب والهيجان.
شعارات
من أهم شعاراتهم الشائعة, الصليب المقلوب والنجمة السداسية والجمجمة والنجمة الماسية المشوهة بالإضافة إلى الهلال المنقوص أي الناقص من أحد أطرافه.
ويعبر الصليب المقلوب عن رفض أعضاء الجماعة للأفكار الدينية التقليدية.
بينما يعبر الصليب (المعقوف) عن التقدير للأفكار النازية العدوانية.
أما الجمجمة فهي تعبير عن الموت أو القتل.
وقيل في تبرير نبش القبور والمبيت في الأماكن الموحشة أنه لتقسية قلوبهم ولمعاينة العدم والشعور به محسوساً والتدريب على ممارسة القتل دون اكتراث.
وقيل عن تلطيخ اليدين والجسم بالدم إنه ليكون العضو دموياً عنيفاً لا يخش الموت ولا يرهب القتل ويزيد من إحساسه بالقوة.
ومن علامات الإناث عابدات الشيطان, طلاء الأظافر, والشفاه باللون الأسود, وارتداء الملابس المطبوع عليها نقوش الشيطان والمقابر والموت، وكذلك التزين بالحلي الفضية ذات الأشكال الغير مألوفة والتي تعبر عن أفكارهم مثل الجماجم ورؤوس الحيوانات.
وفي الختام, جعلنا الله وإياكم من السائرين على طريق الرحمن, المبتعدين عن طريق الشيطان, والعارفين لمكائد الأعداء التي يدسونها عن طريق هذه الفرق المبتدعة لأجل جرف الشاب المسلم والإلقاء به في هاويات الضلال والانحراف.
دعاء الزيدي
العراق