أطفالنا ثمار حياتنا، زهورها النضره.. هم أمانة الإله عندنا، وهبها لنا نعمة منه و تحنناً علينا، نغدق عليهم حباً ورحمةً.. نحذر عليهم من الشر و نبصّرهم الخير، و أهمّ طرق الخير فتح آفاق المعارف أمامهم ليطلّوا على عالمها الواسع و يتزوّدوا علماً و أدباً و خلقاً..
فكيف ؟ و متى ؟
ليس من الغريب إذا قلنا قبل الحمل و أثناءه و بعده، بعد ما أثبت العلم تأثّر الجنين و سماعه ماهو خارج الرحم. إنّ لصلاح الوالدين الأثر المهم في تربية الأولاد، و لكلماتهم النورانيّة الإلهية قبل و بعد إنعقاد النطفة الأثر المهم في إنجاب ولد يكون آية للصلاح، و في تلاوة الأم القرآن والأذكار و الكلم الطيب دروس لجنينها فهي تغذّيه بالمعرفة… كما تغذيه من دمها فهذا الغذاء غذاء الجسد المادي و ذاك غذاء الروح.. و الإنسان لا يكون إنساناً إلّا بروحه الإنسانية و معرفته الإلهيّة..
مراحل التعليم على المطالعة
المرحلة الأولى:
تبدأ هذه المرحلة من حياة الأطفال بتلاوة القرآن بجانبهم في وقت الرضاعة و اللعب و حتى أثناء النوم و ذلك في السنة الأولى و الثانية .. وفي السنة الثانية بالذات يتم تعريفهم على الألوان بواسطة الألعاب الملونة و وضعها بمتناول أيديهم شرط أن لا تكون جارحة أو ضارة غير صحيّة.
المرحلة الثانية:
تبدأ هذه المرحلة من عمر السنتين إلى الأربع سنوات، وهي الإستزادة من الألعاب الملونة و المكعبات و تركهم معها يصنعوا منها ما يحبون، ثم الشروع بشراء المجلات الملونة الحاوية للصور المحببة و المعاني القيمة كمعنى المحبة والرحمة، والأهم هو شروعنا بتحفيظهم القرآن على قدر إستيعابهم وليس المهم الكم بل الكيف الذي يستقبل به الطفل كلمات القرآن النورانية.
المرحلة الثالثة:
تبدأ هذه المرحلة من عمر الأربع سنوات إلى سن المدرسة، وفي هذه المرحلة تبدأ آفاق الطفل تتوسع فهو قادر على إمساك القلم و الألوان لذا يغتنم الوالدان الفرصة ليعلماه الأعداد و بعض الرسومات البسيطة المحببة و للّوحة الخشبية الأثر المهم في قدرة الطفل على السيطرة عليها و تنظيفها بسهولة، و يبقى درس القرآن بإستمرار بلا إنقطاع، مع ضم بعض الأحاديث الشريفة التي تحمل معاني الخير و الأمانة و النظافة و الترتيب..
المرحلة الرابعة: تبدأ هذه المرحلة من عمر السبع سنوات إلى الرابعة عشر، في هذه المرحلة يمكن للطفل إختيار الكتب التي يحب إضافة إلى كتبه المدرسية وهنا يجب أن نراعي بعض الأمور وهي:
- تعليم الأولاد المحافظة على الكتاب و نظافته ولأجل ذلك يوضع لهم مخزن… يحتفظون بكتبهم فيه لتكون لهم مكتبة جميلة، ولإمتلاك الوالدين الكتب وحبهم لها درس عملي للأولاد.
- ويبقى لجلوس الوالدين مع الأولاد و متابعة دروسهم و إستمرار الدروس القرآنية ومعانيها الجميلة الأثر المهم في حب الأولاد للمطالعة و للعلم و المدرسة و تنشأتهم تنشأة صالحة.
- إصطحاب الأولاد في نزهة إلى المكتبات والمتاحف التاريخية و معارض الكتب.
و بذلك نجعل من الكتاب الزاخر بالعلم، التوأم الروحي الذي لا يفارق أولادنا أبداً..
ماجدة سلمان حيدر ـ العراق