رائدات الهدى rhuda.com
مقالات مشابهة
هناك نظريات متعددة حول تاريخ علم الكلام, منها:
- إن علم الكلام الإسلامي كان نتيجة وحصيلة الجهود التي بذلت لأجل الدفاع عن المعتقدات الإسلامية أمام الهجمات الاعتقادية التي وجهتها الأديان المختلفة كالمسيحية مثلا والتي كانت مجهزة بسلاح المنطق اليوناني, وغيرها من الأديان التي واجهت المسلمين بعد الفتوحات الإسلامية.
- إن علم الكلام وقبل أن يكون نتيجة لتعّرف المسلمين على الإيرانيين واليونانيين, كان نتيجة وحصيلة الاختلافات الداخلية التي حصلت بين المسلمين حيث ظهرت المباحث الاعتقادية كالإمامة والجبر والاختيار, المبدأ والمعاد, وغيرها من الاعتقادات التي تركت تأثيرها في إيجاد علم الكلام الإسلامي.ولذا تقول هذه النظرية, إن تاريخ علم الكلام يعود إلى الأيام والأحداث التي جرت بعد رحلة رسول الله(ص).
- النظرية المختارة: إن قلنا إن علم الكلام هو العلم الذي يبحث عن الأصول والاعتقادات الدينية؛ فيجب أن نُرجع تاريخه إلى عصر الرسالة, والشواهد الدالة على ذلك:
- إن كثير من الآيات القرآنية التي تدل على نفي الشرك وإثبات التوحيد والنبوة, تشير إلى المباحث الاعتقادية والكلامية, كمحاجّة إبراهيم عليه السلام مع نمرود الواردة في سورة البقرة آية(258) أو الآيات {وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ وَ ما تَعْمَلُونَ}[1] و { وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى}[2] وكذا {الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى}[3] .
- المناظرات الواردة في النصوص الشيعية والتي تذكر احتجاجات الرسول (ص) مع المخالفين وهذا إن دل على شيء إنما يدل على وجود المباحث الكلامية والأساليب المتخذة في علم الكلام في ذلك العصر.
لكن يجب التوجه إلى نكتة هامّة, وهو ان ما نقصد به من ظهور علم الكلام في عصر الرسالة ليس علم الكلام بكلّ أبعاده, بل إن المباحث الأولية في علم الكلام كانت موجودة في ذلك الحين.
زهراء السالم – العراق
[1] . الصافات(96)
[2] . الانفال (17)
[3] . طه (5)
