يرى البعض أن العنصر المؤثر في التربية داخل الأسرة هو الأم، ويرى آخرون أنه الأب، بينما يتصور غيرهما أن البيت هو عنصر التربية الأوحد بكل تفاعلاته، ولكن مع ذلك فإن هناك عوامل أخرى مؤثرة في التربية خارج إطار البيت، فالمجتمع والمدرسة والإعلام كلّ ذلك له دور مهم في التربية، إلا أن العلماء المختصين في مجال التربية أكدوا على أن البيت هو المؤثر الأول، وهو الأقوى في التأثير على الطفل، بحكم التصاق الطفل به، وقضائه أطول فترة من طفولته في داخله، وبحكم أنه أول من يتسلّم خامة الطفل ويؤثر في تشكيلها.
ومن المسلَّم أن الأسرة المعاصرة غير المسلمة وبخاصة في الغرب تعاني من التمزُّق والاضطراب، وتعيش الآن مرحلة الزوال أو الانهيار كما يذهب إلى هذا بعض علماء الاجتماع.
لقد نمت في بلاد الغرب نزعة انقطاع الطفل عن والديه جرَّاء انهماكهما في العمل واستهلاك البلدان الصناعية طاقة الأمهات التربوية لمصلحة تسيير الآلات في المصانع، فأدّى ذلك إلى عزل الطفل عن والديه، والزّج به في المدارس الداخلية منقطعاً عن أهله سنوات طفولته، وتنشئته تنشئة الدواجن الزراعية كما في حظائر الحيوانات!
ونتج عن ذلك ضمور البعد العاطفي والروحي في شخصية الإنسان في كثير من البلاد الصناعية، ولا مبالاة الإنسان بأخيه الإنسان… وأدّى ذلك إلى تفكّك الأسرة وضياعها، وعيش كل شخص منها منفرداً عن الآخر[1].
اما في مجتمعنا الاسلامي فقد حث ديننا الحنيف على ضرورة ان نختار المرأة التي تقوم بتربية اطفالنا وركز على اعتبار ان الاسرة هي المكان الاول الذي يتربى فيها الطفل وبعدها يخرج الى المدرسة والمجتمع فلابد ان تكون امه الي تقوم بتربيته على قدر من الاخلاق والمعرفة لكي تعد هذا الطفل اعدادا صحيحلا لانها ملتصقة به اكثر الوقت ،
ان الرسول (ص) اوصانا بان نختار اما صالحة بقوله : وقد أكد الإسلام الحنيف على اختيار المرأة الصالحة، لان امتداد الجذور
الأبوية له علاقة كبيرة بالعوامل الوراثية، وانها تؤثر تأثيراً مباشرا، ولقد
أشار إلى هذا الرسول الأعظم (ص) في حديثه الشريف قائلا: (إياكم وخضراء الدمن، قيل: يا رسول الله!.. وما خضراء الدمن؟.. .. قال : المرأة الحسناء في منبت السوء). وقال (ص) في حديث آخر: (اختاروا لنطفكم أرحاما طاهرة، فإن الخال أحدالضجيعين)[2].
وايضا قال ( ص) … ان خير نساءكم الولود الودود الستيرة العفيفة العزيزة في اهلها الذليلة مع بعلها”[3]
اهمية الرضاعة
حليب الاُم هو الغذاء الأمثل للطفل ، فهو (أوفق بمزاجه وأنسب بطبعه) ، وأفضل من يمنحه الحنان، فيكون الطفل أقل توتراً وأهنأ بالاً وأسعد حالاً ، فيستحب ارضاع الطفل من حليب أُمّه ، قال الإمام عليه عليه السلام : « ما من لبن يرضع به الصبي أعظم بركة عليه من لبن أُمّه »
وهذا ما يؤكده العلم الحديث وهو يكشف مناسبة حليب الاُم لحاجة الرضيع من حيث مكوناته ، ومن حيث درجة حرارته أيضاً ، فإن مكوناته وحرارته تتغير مع نحو الطفل ، وبحسب ما يتطلبه النمو السليم .
وعلى الرغم من استحباب إرضاع الطفل من حليب أُمّه إلاّ أنّه لايتوجب عليها إرضاعه ، سُئل الإمام الصادق عليه السلام عن الرضاع فقال : « لاتجبر الحرّة على رضاع الولد ، وتجبر أُمّ الولد[4] » .
ادب التعامل مع البنت بصورة خاصة
الاهمام بتربية الابناء له اهمية كبيرة ولكن يجب ان نهتم بتربية البنت بالخصوص ومن تلك الاداب :
- اعدادها كام ولربة بيت وزوجة
حيث يجب ام نزود البنت بالثقافات والمهارات اللازمة لهذه المسؤليات مثل دراسة العلوم المتعلقة بتربية الطفل وكيفية خدمة الزوج وما يتعلق بتنظيم الحياة الاسرية .
- الاهتمام بتعليمها ما يفيدها في حياتها التي تعيشها في حياتها الدنيوية
- تعليم وتدريس البنت كيف تحافظ على حجابها والمحافظة على دينها واخلاقها
قال الرسول (ص) نعم الولد البنات المخدرا من كانت عنده واحدة جعلها الله سترا له من النار ومن كانت عنده اثنتان ادخله الله بهما الجنة وان كن ثلاثة او مثلهن من الخوات وضع الله عنه الجهاد والصدقة
سلمى عاقول
[1] . دور المرأة في الأسرة ، ص3 ، نشر مركز الامام الخميني الثقافي
[2] المرأة من المهد الى اللحد ، مجيد الحاج محمد سعيد الصائغ، ص3
[3] الاخلاق والآداب الاسلامية ، هيئة محمد الامين ، ص820 .
[4] اصول الكافي ج6 ص41