رائدات الهدى rhuda.com
مقالات مشابهة
قال الله سبحانه وتعالى على لسان لقمان الحكيم: “يا بنيّ إنّها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير”[1].
إنها موعظة بالغة من مواعظ لقمان لابنه، فهو يحذره دقة المحاسبة الإلهية، وسعة إحاطة الله بعباده بحيث لا يغيب عنه شيء أبداً في السموات و الأرض، وينبهه إلى عدم الغفلة وعدم نسيان الرقابة الإلهية لبني الإنسان، وكشاهد على ما نقول ننقل لكم هذه الحكاية الطريفة:
كان النبي موسى ـ عليه السلام ـ يمشي وحده، فوصل إلى جبل توجد في أسفله عين ماء، توضأ موسى منها ثم جلس يتفكر في خلق الله، وفي هذه الأثناء أقبل فارس على جواده، فنزل و ألقى كيساً كان بيده إلى جانب الجواد وصعد إلى سفح الجبل غير ملتفت، وماهي إلّا لحظات حتى أقبل راع فرأى الكيس وفتحه فإذا فيه أموال فأخذها و ولّى هارباً ثم أقبل شيخ عجوز فجلس قريباً من الجواد وبعد سويعة نزل الفارس من الجبل فلم يجد الكيس و وجد الشيخ لا يعرف عنه شيئاً ـ فأنكر الشيخ أن يكون قد أخذه ـ عندها غضب الفارس و سلّ سيفه وضرب الشيخ فقتله، وهنا رفع النبي موسى رأسه إلى السماء قائلا: إلهي لقد رأيت الذي رأيت فكيف أحكم في مثل هذا الأمر؟ فأوحى الله إلى موسى ـ عليه السلام ـ قائلاً: ياموسى، إن والد الراعي له دين على والد الفارس بقدر الدنانير التي في الكيس، و أن الشيخ العجوز قد قتل والد الفارس، فذاك قد استوفى دينه و هذا اقتص لأبيه، يا موسى إن الله بكل شيء محيط…
زينب الأمارة ـ العراق
[1] سورة لقمان آية 16
