السيد حيدر الحلّي
كان الأديب والشاعر الكبير السيّد حيدر الحلّي من أشهر شعراء أهل البيت ـ عليهم السلام ـ في زمانه و خاصة في رثاء جدّه الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ و بقيّة الأئمة الطاهرين ـ عليهم السلام ـ حتّى اشتهر بأنّه أمير شعراء الرثاء، حيث إنّ بعض شعره في الرثاء حاز على الإعجاز الأدبي، ورغم أنّ حادثة الطف و ذكرى شهادة الحسين ـ عليه السلام ـ قد نظم فيها الكثيرون و حلّق بها رهط كبير من أعلام الشعراء إلّا أنّ السيد حيدر الحلّي كان السبّاق والمجلّى في هذا المضمار.
قال يرثي جدّه الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ و يستنهض الحجّة المهدي ـ عليه السلام ـ وهي من قصائده المشهوره:
الله يا حامـــــــــي الشريعة أتقرُّ وهي كذا مروعـــــــــه
بك تستغيث وقلبــــــــــــها لك عن جوى يشكو صدوعه
مات التصبّر بانتظــــارك أيّها المحيــــــــــي الشريعه
فانهض فما أبقى التحمّـــل غير أحشــــــــــــاءٍ جزوعه
كم ذا القعود و دينــــــــكم هدمت قواعـــــــــده الرفيعه
تنعى الفروع أصـــــــوله و أصوله تنعى فـــــــروعه
ماذا يهيجك إن صبــــرت لوقعة الطفّ الفضيعــــــــه
أتُرى تجيءُ فجيـــــــــعةٌ بأمـــــــضّ من تلك الفجيعه
حيث الحسيـن على الثرى خيل العـدى طحنت ضلوعه
قتلتـه آل أميـــــــــــــــــةٍ ضــــــام إلى جنب الشريعه
و رضيعه بدم الوريـــــــد مخضّبٌ فاطلـــــب رضيعه
يا غيـرة الله اهتفـــــــــــي بحمية الديـــــــــن المنــيعه