كثير ما قيل في المرأة قديماً وحديثاً ، سلباً و إيجاباً , فمما قيل في حق المرأة هي المقالة المشهورة ( وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ) , مقالة نسمعها من حين إلى آخر ، على لسان الرجال و النساء ، لكن المرأة ترددها أكثر لتعزز من مكانتها و ثقتها بنفسها تارة ، و لتثبت أهمية دورها و فاعليتها في حياة الرجل تارةً أخرى , و أنها ليست مخلوق بلا فائدة بل أن لها دوراً أساسياً في وصول الرجل إلى العظمة .
في الواقع أنا أيضاً أردد هذه المقولة بل أؤمن بها و أرى أن دور المرأة يبدأ من كونها النقطة المركزية في حياة الأسرة بصورة عامة وحياة الرجل بصورة خاصة . فهي خط الوصل بين جيل الآباء و الأبناء وهي التي تأخذ من جيل الآباء مشاعر الأصالة و البطولة و العظمة لتسكبه في روح الأبناء ؛ لتصنع العظماء .
ولكن سؤالي هو , هل يمكن أن يصدق العكس ؟!
هل يمكن أن تقلب تلك المقولة فتكون :(وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم )
هل يمكن أن يقف الرجل إلى جانب المرأة ليصنع منها إنسانة عظيمة ؟
الحقيقة هي أن كلاً من المرأة و الرجل يمتلكان قدرات و إمكانيات يختصان بها . فهما يختلفان في القالب ولكن يتحدان في الجوهر ، وكل منهما محتاج إلى الآخر ليتكامل . لديهما نقاط قوة ونقاط ضعف .
قد تختلف الشخصيات عند النساء والرجال ولكن مما يشتركان فيه هو احتياجهما لبعضيهما , فهنالك مواهب و قدرات ، قد حبى الله الإنسان بها رجلاً كان أو امرأة . ولکن حتى تنمو هذه المواهب و القدرات فإنها تحتاج إلى من يكشفها وإلى جو تنمو فيه .
فكل من الرجل والمرأة يحتاج إلى من يقف إلى جانبه ، إلى من يشجعه و يعطيه الدافع و الحافز للرقي و الوصول إلى القمة .
وقد المرأة أثبتت جدارتها في كثير من المجالات بعد أن كانت في الهامش . حتى قيل عنها ( إنّ من تهزّ المهد بيدها اليمنى تهز العالم بيدها اليسرى ) لكنها تحتاج أيضاً إلى من يسمعها , تحتاج إلى من يقف إلى جانبها لكي تتكامل .
جميل أن يصل كل من الرجل و المرأة معاً إلى العظمة و الكمال ، جميل لو فهم كلاً منهما الآخر وأنهوا هذه الصراعات و الاستفزازات , جميل لو عرف كل منهما دوره في الحياة و ساند كل منهما الآخر ، ليتسنى لهم الوصول الى الهدف أسرع .
فمن المطلوب من المرأة أن تتعلم , مطلوب منها أن تعرف معالم دينها , و أخيراً مطلوب منها أن تتكامل لأنها مربية الأجيال ، و أظن أنكم تتفقون معي في أن العظيمة تصنع العظماء على عكس الجاهلة التي لا تصدّر للعالم إلا الجهلاء .
فالكل يولد و يتربى في حجر المرأة ، فهي أول معلم في حياة الإنسان و أكبر مؤثر في سلوكه .
أنا شخصياً أعتقد أنّ تكامل المرأة وصنعها للرجال العظام أمر ممكن و ليس من الأمور المستحيلة التي لا يمكن تحققها أو أنها بعيدة المنال .
فلنصنع السعادة معاً بالمشاركة والاحترام و الثقة والفهم المتبادل .
زينب الميالي – العراق