بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ لِلمُؤمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أبْصَارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أزْكَى لَهُمْ إنَّ اللهَ خَبيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} النور:30.
تؤكد دراسة هولندية جديدة أجراها أحد الباحثين على طلاب وطالبات في الجامعة أن مجرد حضور النساء الفاتنات, والحديث معهم يسبب التشويش للرجال ويضعف الذاكرة لديهم ويخفض أداءهم العقلي بشكل كبير.
ويقول العلماء كلما كانت زينة المرأة وفتنتها أكبر, كلما كان التأثر أكبر, ويفسر العلماء هذه الظاهرة بأن خلايا الدماغ التي تقوم بمعالجة المعلومات واتخاذ القرار تتأثر بحضور المرأة والنظر إليها والحديث معها. وركزت هذه الدراسة على موضوع الجاذبية والفتنة والتبرج. فالنظر إلى المرأة المتبرجة يفقد الرجل صوابه وبالتالي لا يتمكن من اتخاذ قرار صائب, على الأقل خلال وبعد النظر بفترة قصيرة حتى يزول التأثير.
وربما ندرك لماذا أمرنا الله بغض البصر, يقول تعالى: { قُلْ لِلمُؤمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أبْصَارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أزْكَى لَهُمْ إنَّ اللهَ خَبيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} النور:30 . وانظروا معي إلى الخطاب الرحيم الذي جاء بصيغة (قُلْ لِلمُؤمِنِينَ) ليذكرنا بوجود رسول الله | بيننا, وكأنه يأمرنا في كل لحظة أن نغض البصر. يذكرنا البيان الإلهي بالنبي في هذا الموقف عسى أن نتذكر سيرته العطرة وأخلاقه وأنه لم ينظر إلى امرأة قط نظر شهوة.
وانظروا معي إلى هذه العبارة (ذَلِكَ أزْكَى لَهُمْ), فالنظر إلى المرأة يفسد التفكير والعقل ويعكر خلايا الدماغ ويشوش العمليات الفكرية فيه, ولكن عندما ينتهي الإنسان عن النظر إلى هذه المحرمات فإن دماغه يعمل بطريقة أكثر كفاءة ويستطيع اتخاذ القرار الصحيح بسهولة.
وانظروا معي كيف ختم الله هذه الآية العظيمة بقوله: (إنَّ اللهَ خَبيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) ليذكرنا بمراقبة الله لنا في كل لحظة, فهو القائل: {يَعْلمُ خَائِنَةَ الأعْيُن وَ مَا تُخْفِي الصُّدُورُ}غافر:19. وهذه أفضل طريقة للعلاج, حيث يقول علماء النفس إن إحساس الإنسان بالمراقبة الخارجية يمكن أن يمنعه من ارتكاب الممنوعات.
وانظروا أيضاً كيف بدأ الأمر بغض النظر {يَغُضُّوا مِنْ أبْصَارِهِمْ} ثم حفظ الفرج {وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} لأن الله يريد أن يبعد عنا أي شبهة أو فعل يؤدي إلى الفاحشة, فالنظر هو الخطوة الأولى لارتكاب المحرمات, والإنسان عندما يغض بصره فإنه يحس بحلاوة رائعة, وهذا ما أخبر به النبي الأعظم| حيث أخبر بأن النظرة سهم من سهام إبليس من تركه مخافة الرحمن أبدله الله نوراً يجد حلاوته في قلبه … سبحان الله!
وقد قام عدد من علماء المسلمين بدراسة تحليلية عن تأثير النظرة المحرمة, ومداومة النظر إلى النساء, وتبين لهم أن النظر إلى النساء يورث الكثير من الأمراض, على رأسها تصلب الشرايين نتيجة الهيجان الذي تحدثه هذه النظرات, وكذلك ضغط الدم وبعض الاضطرابات النفسية التي لا تظهر إلا إثناء الكبر… وغير ذلك من الأمراض, وقد أراد الله تعالى أن يطهرنا ويزكينا, ولذلك قال: {وَ اللهُ يُريدُ أنْ يَتُوبَ عَلَيكُمْ وَ يُريدُ الّذَينَ يَتّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمَاً} النساء:27.
إن الدراسات أظهرت أن تأثير المرأة المتبرجة أكبر بكثير من المرأة العادية, ومن هنا ربما ندرك لماذا حرّم الإسلام تبرّج المرأة, بل إن النبي| قد حذّر المرأة من التبرج وأخبر بأنها لا تشم رائحة الجنة ـ إلا أن تتوب إلى الله تعالى ـ . وفي حديث نبوي عظيم أخبر سيد البشر بأن التبرج والفتنة وخروج النساء (كاسيات عاريات مائلات مميلات) من علامة الساعة, وبالفعل, كيفما تلفّتنا نرى أثراً من آثار التبرج, سواء على القنوات الفضائية أو في الشوارع أو في جو العمل..
كما تقول دراسة أمريكية جديدة, إن الإدمان على مشاهدة الصور الجنسية والأفلام الإباحية يؤدي إلى خلل في نظام عمل الدماغ مما يفقد الزوج إحساسه بالاستقرار في بيته ويفقده الشعور بالسعادة مع زوجته وبالتالي تبدأ المشاكل الزوجية بالظهور؛ وتتحدث أخصائية العلاج السلوكي >أندريا كوزاوسكي< حول أسباب هذه الظاهره (حسب مجلة “تايم”) فتقول: بعد ممارسة الجنس, يفرز الدماغ مركب دوبامين أوكسيتوسين المسؤول عن الشعور بالسرور والحب, ولذلك تزداد متانة العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة. ولكن عندما يشاهد الرجل أفلام البورنو بكثرة, فإن دماغه يعتاد على إفراز هذه المادة دون وجود شريك حقيقي, وبالتالي تنحرف نقطة التوجيه في الدماغ من الشريك الحقيقي الوهمي, ويبدأ التعود على اللذة المتأتية من هذه الأفلام وقد رصد الباحثون آلاف الحالات التي انتهت بالطلاق بسبب الإدمان على مشاهدة هذه الأفلام, وتقول دراسات أخرى بأن هناك آلاف الأسر تعيش حياة تعيسة بسبب انحراف الزوج عن الفطرة وإدمانه على مشاهدة أفلام الجنس. ويقول الباحث: إن الشباب الذين ينشؤون في هذا الجو من الجنس الخيالي تنشأ لديهم مشاكل على المستوى العصبي والعقلي تجعلهم ينفصلون بشكل كامل عن زوجاتهم روحياً وجسدياً. فعندما يشاهد الإنسان مناظر مثيرة يبدأ دماغه طبيعياً بالاستعداد لعملية الاتصال الجنسي… والتي تنتهي كل مرة بلا شيء وهذا يسبب أضراراً بالغة لأجهزة الجسد وخاصةً القلب والجهاز العصبي. ويقول العلماء إن دماغ الإنسان مبرمج طبيعياً ليوجه العملية الجنسية من أجل الزواج والإنجاب والتكاثر, وكلما انحرف الإنسان عن هذه الغاية كثرت الأمراض النفسية والجسدية… ولذلك ينبغي أن نتذكر الأمر الإلهي: {قُلْ لِلمُؤمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أبْصَارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أزْكَى لَهُمْ إنَّ اللهَ خَبيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} النور:30.
مواهب الخطيب _ العراق