هذه القصيدة لاستاذ الفقهاء المحقق الاصفهاني قدس سره
لهفي لها لقد أضيع قدرها * حتى توارى في الحجاب بدرها
تجرعت من غصص الزمان * ما جاوز الحد من البيان
وما أصابها من المصاب * مفتاح بابه حديث الباب
إن حديث الباب ذو شجون * مما جنت به يد الخؤون
أيهجم العدى على بيت الهدى * ومهبط الوحي ومنتدى الندى
أيضرم النار بباب دارها * وآية النور على منارها
وبابها باب نبي الرحمة * وباب أبواب نجاة الأمة
بل بابها باب العلي الاعلى * فثم وجه الله قد تجلى
ما اكتسبوا بالنار غير العار * ومن ورائه عذاب النار
ما أجهل القوم فإن النار لا * تطفئ نور الله جل وعلا
لكن كسر الضلع ليس ينجبر * إلا بصمصام عزيز مقتدر
إذ رض تلك الأضلع الزكية * رزية لا مثلها رزية
ومن نبوع الدم من جنبيها * يعرف عظم ما جرى عليها
وجاوزوا الحد بلطم الخد * شلت يد الطغيان والتعدي
فاحمرت العين وعين المعرفة * تذرف بالدمع على تلك الصفة
ولا يزيل حمرة العين سوى * بيض السيوف يوم ينشر السواء
وللسياط رنة صداها * في مسمع الدهر فما أشجاها
والأثر الباقي كمثل الدملج * في عضد الزهراء أقوى الحجج
ومن سواد متنها اسود الفضا * يا ساعد الله الامام المرتضى
ووكز نعل السيف في جنبيها * أتى بكل ما أتى عليها
ولست أدري خبر المسمار * سل صدرها خزانة الاسرار
وفي جنين المجد ما يدمي الحشا * وهل لهم إخفاء أمر قد فشى
والباب والجدار والدماء * شهود صدق ما به خفاء
لقد جنى الجاني على جنينها * فاندكت الجبال من حنينها
أهكذا يصنع بابنة النبي * حرصا على الملك فيا للعجب